يتابع مجلس كنائس الشرق الأوسط سلسلة الندوات الشّهريّة الّتي كان قد أطلقها ضمن “مشروع الكرامة الإنسانيّة” كجزء من عمل دائرة بصدد الإنشاء في المجلس تحت إسم “الحوار والتماسك الإجتماعيّ – إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ”. وعقد ندوته الثالثة عن بُعد بعنوان “العمر الثالث: الكرامة الإنسانيّة المهدّدة وضرورة إعادة الدمج”، يوم الخميس 29 أيلول/ سبتمبر 2022، حيث بُثّت مباشرةً أيضًا على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك.
تضمّنت الندوة جلستين حول الموضوع المطروح واستُهلّت بكلمة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي وصف فيها كبار السنّ بأنّهم “سنديناتنا العتيقة ومخزن ذاكرتنا ومخزون حكمتنا”، مثنيًا على تجاربهم وحكمتهم. لكنّه دقّ جرس الإنذار لأنّهم باتوا الفئة الأكثر تعرّضًا وضعفًا وتهميشًا مشدّدًا على الواقع المرير الّذي يعيشه معظمهم ومدينًا نظرة المجتمع تجاههم. كما وصف المجتمع الّذي يسمح امتهان كرامة كباره بالعقوق، عقوق سياسيّ يودّي إلى عقوق إجتماعيّ وإنسانيّ. وشدّد على أهميّة المسؤوليّات العائليّة تجاه المسنّين مشيرًا إلى أنّ التعامل معهم يحتاج إلى سياسة إجتماعيّة تتخطّى بكثير قدرات الهيئات الأهليّة.
علمًا أنّ الندوة كانت بإدارة د. لبنى طربيه، حيث قدّم خلالها د. شوقي عطيه ملخّصًا باللّغة الإنكليزيّة حول ما طُرح ونوقش، وتأتي تزامنًا مع اليوم الدوليّ للمسنّين في 1 تشرين الأوّل/ أكتوبر.
تمحورت الجلسة الأولى حول موضوع “بارقة أمل وسط الألم: آراء المسنّين حول الحماية الإجتماعيّة في لبنان”، مع السيّدة مايا أبي شاهين، مديرة جامعة الكبار في الجامعة الأميركيّة في بيروت ومستشارة في قضايا التعمّر. بدأت أبي شاهين جلستها بلمحة موجزة عن التعمّر السكّاني، حيث تطرّقت بعدها إلى محاور عدّة وهي الصحّة والرعاية الصحّيّة، أمن الدخل، قنوات الدعم، كبار السنّ من اللّاجئين السّوريّين، ووثيقة “بارقة أمل وسط الألم” إضافةً إلى التوصيات الصّادرة عنها. كما قدّمت آراء بعض كبار السنّ حول الحماية الإجتماعيّة ورواتب الشّيخوخة.
أمّا الجلسة الثانية فكانت بعنوان “العمر الثالث: أي كرامة للمسنّ؟”، مع د. شبيب دياب، رئيس جمعيّة قدامى أساتذة الجامعة اللّبنانيّة، حيث شارك في بدايتها خبراته مع المتقاعدين في الجامعة اللّبنانيّة والظّروف الصّعبة الّتي يمرّون بها. كما تحدّث عن التعريف المعتمد للمسنّ مضيئًا على مختلف الفئات العمريّة وشارحًا “الفرصة الديموغرافيّة”. هذا وسلّط دياب الضوء أيضًا على واقع المسنّين في لبنان وأبرز تحدّياتهم، وقدّم خلال الجلسة إحصاءات وأرقام عدّة حول موضوعه.
إنتهت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين، حيث كان للأمين العام د. ميشال عبس مداخلة شدّد فيها على أهميّة المحافظة على وجود كبار السنّ في المؤسّسات وأماكن العمل وعلى ضرورة الإستفادة من خبراتهم لا سيّما للأجيال المقبلة.