احيت كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU وجرياً على تقاليد مدارس الطب في العالم، سلسلة من الاحتفالات في حرم جبيل الجامعي احتفاءً بتخرج وإنتقال طلابها وطالباتها الى مراحل متقدمة في دراستهم النظرية والعملانية للمهنة. وحضر رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض، اعضاء من مجلس الامناء، الوكيل الاكاديمي الدكتور جورج نصر واركان الجامعة ومسؤوليها والعمداء وعميدة كلية الطب الدكتورة صولا عون بحوث والاساتذة الى جانب اهالي الطلاب المتخرجين واصدقائهم.
واول هذه الاحتفالات كانت تخرج الدفعة 11 من الكلية ومنح “الوشاح” (Hooding) التقليدي الى 60 طالباً وطالبة انهوا المرحلة الاولى من علومهم الطبية. وبعد تقديم لعريفة الحفل الدكتورة نانسي شديد وشرح لمعنى “الوشاح”، تحدث الرئيس معوض شاكراً الاهالي على تضحياتهم ورعايتهم لأبنائهم، واعتبر ان ما يميز الاحتفال هو عبور الطلاب الى عالم الطب الاحترافي، مشدداً على اهمية الخدمة العامة وأن الالتزام برفاهية الإنسان واجب مقدس. ورأى معوض ان LAU غرست اخلاقيات مهنة الطب ورسالتها النبيلة في طلابها الذين عليهم ان يظهروا للعالم اهمية ما تعلموه في الجامعة. واعربت العميدة بحوث عن فخرها بخريجي وخريجات الكلية الذين ساهموا في إنجازات علمية وانقذوا حياة اعداد لا تحصى من المرضى. وعرضت لمسار السنوات العشر من عمر الكلية، وظروف دراسة الخريجين والخريجات الصعبة التي صقلت قواهم وحولتهم الى رواد تغيير وأمل بالمستقبل يحملون هموم الوطن على اكتافهم.
وكانت كلمة لضيف الشرف الدكتورة لين آكهورت العميدة السابقة لكلية جيلبير وروز ماري شاغوري عبر اونلاين عرضت خلالها لتأسيس الكلية بالتعاون مع كلية الطب في جامعة هارفرد، وقالت آكهورت انها تراقب الكلية وترى نجاحاتها المميزة، حيث اصبحت كلية الطب في LAU رائدة في التعليم الطبي رغم كل التحديات التي يواجهها لبنان. وبعد تلاوة قسم ابقراط الطبي، قام الرئيس معوض والعميدة بحوث والاطباء الاساتذة في الكلية بتسليم شهادات التخرج والوشاح الى الخريجين والخريجات، وكانت كلمة للطبيب المتفوق وائل عزام عما واجهه مع زملائه وزميلاته من ازمات اقتصادية وصحية وانهيارات وصولاً الى انفجار الرابع من آب، وخص والديه بالشكر وكذلك كل اهالي الطلاب والطالبات على ما قدموه من تضحيات.
الرداء الابيض
وفي الاحتفال الثاني احتفت كلية الطب بإلباس الرداء الابيض “White Coat” المخصص للاطباء للطلاب والطالبات الذين انتقلوا الى مرحلة جديدة تطبيقية في مسارهم التعليمي في الكلية. وتحدث الرئيس معوض عن المحطات التي لا تنتسى في المسار المهني للاطباء الشباب ومنها حفل الرداء الابيض، الذي يشكل نقطة تحول بالغة الاهمية في حياتهم المهنية من مرحلة ما قبل المعاينات السريرية والعيادية الى ما بعدها وبداية التشكل المهني وبناء شخصيتهم بكل ابعادها، وخصوصاً التفاعل مع المرضى وبيئة المستشفيات وغيرها من الامور الاساسية. ودعا معوض الخريجين الى تذكر امور عدة، اولاً: الطب هو علم وفن، ثانياً: تعلم الطب لا حدود له، ثالثاً: اهمية العمل كفريق في الطب الحديث، رابعاً: الافادة القصوى مما تقدمة كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب. وخلص الى تهنئة الطلاب والطالبات معتبراً ان الطب يتطلب أفضل ما لدى الطلاب الى جانب المسؤولية والاخلاق الصارمة ورفض المساومات.
وتوجهت الدكتورة بحوث بالتهنئة الى الطلاب والطالبات، وتحدثت عما يمثله الرداء الابيض ورمزيته في مهنة الطب النبيلة والمسؤولية المترتبة عليه. ورأت ان النظرية والتطبيق هما ركيزتان اساسيتان في تعليم الطلاب، مشددة على اهمية الخبرة من خلال التفاعل مع المرضى. واشارت الى ثلاث خطوات هي: التواصل، الدفاع والاستماع والتي اختصرتها باسم CAL. وركزت بحوث على اهمية التقدم العلمي الذي شهده عالم الطب وعدم إغفال العامل الانساني. وكانت كلمة لضيف الاحتفال الدكتور جاد الدنف الذي استعرض تجربته مع مهنة الطب، وختاماً قام معوض وبحوث واساتذة الكلية بإلباس الرداء الابيض الى الاطباء المتمرنين.
تخريج الاطباء المقيمين Residents و الزملاء
واحتفت الكلية للمرة الثالثة بتخريج الاطباء “المقيمين” و “الزملاء” وكانت كلمة لرئيس الجامعة ميشال معوض اعرب فيها عن سعادته “بتجدد مهنة الطب من خلال افضل الشباب والشابات الذين تلقوا افضل العلوم والتدريب ويشكلون الدم الجديد بين الاطباء في صناعة المستقبل مع زملائهم”. وتمنى عليهم التعامل مع المرضى وعائلاتهم بانسانية، ورأى ان ما انجزته كلية الطب في خلال 15 سنة يفوق بكثير ما انجزته جامعات اخرى على مدى عقود من الزمن.
وتحدثت العميدة بحوث عن بداية فصل جديد من حياة الخريجين والخريجات المهنية حيث يهتمون بحياة الاخرين ومساعدتهم والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في احداث الفرق في الانسانية واشارت الى اهمية العمل كفريق والتركيز على الابتكار ودخول آفاق جديدة . وكانت كلمة لضيف الاحتفال وخريج الجامعة الدكتور ايلي صليبا عن تجربته في كلية الطب التي امضى فيها 11 عاماً وحيث يشعر انه في منزله. وتوقف عند اختصاصه في امراض الجلد وتطور مقاربته لهذا الاختصاص. ورأى ان هدف الطبيب تحسين حياة مرضاه وإحداث فارق في العالم من حوله وتمنى عليهم التمسك بالمبادئ الانسانية.