العرس: عريس وعروس وقَسَمٌ وشهود.
أما العريس فهو الشهيد الذي كرّس وبذل حياته دفاعاً عن عروسه وسلامتها وسعادتها.
أمّا العروس، فهي حلم وطن صَلبٍ متماسك، متجذّر في هويّته، محلّق في ابداعه، يقي ساكنيه لهيب الصيف الحارق وصقيع البرد القارس. أمّا الشهود فهم شعب خائف، تائه، يتألم تحت الضربات ويتأرجح بين الاستسلام خوفاً والصمود عزّة ولا حول ولا قوّة له سوى استبسال قوافل الشهداء العرسان، الفرسان، الشجعان.
أمّا القسم فهو عهدٌ من عمر الوطن الذي يبدأ في احترام هذا العهد وينتهي بالنكث به.
يبدأ الوطن وينتهي حين تجتمع ركيزتان، استعداد أبنائه للموت في سبيله وعرفان جميل من بقي على قيد الحياة للتضحيات ولمن ضحوا. غياب الواحدة عن الاخرى نذير خراب واندثار.
يا شهيد لبنان، هل تريد هذا الوطن أمَةً وأُمَّةً لك مدى الأدهار على السرّاء والضرّاء؟
نعم يا أبانا. وأنتِ يا أحلام لبنان وشعبه، بخوفك وقلقك وتصميمك، هل تريدين هذا الشهيد المنتصب هنا امامك، عريساً لك وتلتزمين بتضحياته وتنقلينها للاجيال القادمة؟
نعم يا أبانا.
أعلنكما عريساً وعروساً برابط التضحية والاعتراف بها مدى الأجيال فلا يفرّقكما شيٌّ ولا حتى موت الجسد.
بامكانك تقبيل العروس قبلة حبٍّ والتزام وحياة.