اختتم أسبوع المياه، الأسبوع الأخير، ضمن سلسلة أسابيع الموضوعات العشرة من إكسبو 2020 دبي الممتدة على مدار فترة الحدث الدولي البالغة ستة أشهر، فعالياته يوم السبت 26 مارس، بعد سبعة أيام على انطلاق جلسات نقاشية مهمة للغاية شارك فيها خبراء ناقشوا سُبُل تحسين حماية الثروات المائية لكوكب الأرض، متضمنة الموارد الطبيعية المحدودة.
وامتدت الموضوعات الرئيسة التي جرت مناقشتها على مدار الأسبوع لتتطرق إلى الأمن المائي، وتقنيات المستقبل، ومعرفة السكان الأصليين باعتبارها موضوعات بارزة.
بدأ أسبوع الموضوعات، وهو ثمرة تعاون بين إكسبو 2020 دبي، ووزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، ووزارة التغيُّر المناخي والبيئة الإماراتية يوم الأحد الماضي، 20 مارس، بحلقة نقاش عُقدت في المجلس العالمي بعنوان “ديب بلو”: ذا فاينال فرونتير(أخرى)، بالتعاون مع جناح البرتغال في تيرا – جناح الاستدامة.
وكان من بين المتحدثين معالي ريكاردو دا بيدادي أبريو سيراو سانتوس، وزير البحار في حكومة البرتغال، وكاثلين سوالينغ، استشاري القانون والاستراتيجيات البحرية، والعضو المنتدب لشركة ناتشر بيسد سولوشنز ذ.م.م.، وبيرتون جونز، بروفيسور علم المحيطات في مركز أبحاث البحر الأحمر في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا،
حذّر جونز من استغلال أعماق البحار دون تقدير التشعبات البيئية قائلا: “إنه نظام بيئي فريد، لا نُدرك أنها تمثل النظام الإيكولوجي حتى الآن. لذا، إذا شرعنا في استغلالها قبل أن نعي الجوانب الإيكولوجية لها، فلربما زادت احتمالية إتلافها قبل أن نعرف ما بين أيدينا”.
وانضمت في اليوم التالي، 21 مارس، نينا جنسن، الرئيس التنفيذي لشركة آر إي في أوشن – سفينة أبحاث مُزوّدة بأحدث التقنيات – والأمين العام السابق للصندوق العالمي للطبيعة في النرويج، إلى خبراء بحريين آخرين في المجلس العالمي، الذي يُركز على الموائل البحرية، وتحدثوا عن دور الجيل التالي من الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، ورصد الأقمار الصناعية في حماية الأنظمة الإيكولوجية البحرية.
وقد شارك كلٌ من معالي سُهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات؛ ومعالي سعيد محمد أحمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي (شريك الطاقة المستدامة الرسمي لإكسبو 2020 دبي)؛ وسعادة حمد بو عميم، الرئيس والمدير العام لغرفة تجارة دبي، في افتتاح منتدى أعمال المياه. جاءت هذه الفعالية إثر ثمرة تعاون مُشترك بين إكسبو 2020 دبي وغرفة تجارة دبي وجمهورية إستونيا، والتي عُقدت في مركز دبي للمعارض يوم الثلاثاء الماضي، تزامنا مع اقتراب أسبوع المياه من منتصف الطريق احتفالا باليوم العالمي للمياه (22 مارس).
وتحدث معالي سُهيل محمد فرج المزروعي عن استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، فيما أشار معالي الطاير في بيانه الخاص إلى أن الأمن المائي يمثل مسألة ذأت شأن وطني لدولة الإمارات. وأشاد معالي إركي سافيسار، وزير البيئة في جمهورية إستونيا، بنجاح الرقمنة في الدولة الأوروبية في مجال إدارة المياه ضمن جلسة لاحقة، جنبا إلى جنب مع الدكتور ماركوس ليد، المدير العام للمياه والصرف الصحي لدى شركة سيمنس (الشريك الرسمي لرقمنة البنية التحتية لإكسبو 2020 دبي)، الذي سلّط الضوء على دور البيانات في تحديد ووقف تسرُّبات المياه.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم (22 مارس)، اجتمع خبراء المياه ضمن أبرز فعاليات اليوم العالمي للمياه في إطار ملتقى الإنسان وكوكب الأرض من إكسبو 2020 دبي ضمن سلسلة حلقات نقاش بهدف إعادة تصوّر علاقتنا بالمياه واستكشاف ابتكارات لتحسين الاستخدام المُستدام للمياه.
وتحدّث معالي مارك هاربرز، وزير البنية التحتية والمياه في هولندا، عن حماية احتياطيات المياه الجوفية في بلاده قائلا: “في هولندا، كانت فصول الصيف الثلاثة شديدة الجفاف التي مررنا بها منذ عام 2018 بمثابة جرس إنذر في المناطق المرتفعة، فيما لا تزال مستويات المياه الجوفية منخفضة للغاية. ولهذا السبب، نحن هنا للعثور على هذه الأجوبة، وتنفيذها بسرعة، والاعتناء بشكل أفضل بكنزنا المشترك من المياه الجوفية. قد تكون منابع المياه الجوفية بعيدة عن الأنظار، لكن يجب ألا ننشغل عنها”.
استضاف الملتقى أيضا جلسة نقاش شارك فيها بعض الخبراء بعنوان المحيط الهندي | إرث مشترك ومستقبل مستدام، ضمن فعاليات اليوم التالي، 23 مارس، مع المتحدث راندال مابوا، مسؤول الاتصالات الإقليمي لدى بلو فينشرز، تحدث فيها عن الأدوار الرئيسة لمجتمعات السكان الأصليين في نجاح المحادثات الساحلية قائلا: “بمجرد أن تدرك أن لديهم الحق في موارد الإدارة، فإنك حينئذٍ تضعهم أولا: حيث يجب أن تكون الأولوية للناس ثم الطبيعة، لا الطبيعة ثم الناس.
وقد جرى دعم المشروعات التي تُركِّز على المياه في إطار إكسبو لايف، وبرنامج الابتكار والشراكة العالمي من إكسبو 2020 دبي، فيما يسلط برنامج أفضل الممارسات العالمية الضوء على الحلول الملموسة لأهداف التنمية المستدامة من أجل إحداث تأثير عالمي أكبر.
ويمكنك الاطلاع على التفاصيل الكاملة لأسبوع المياه، بما في ذلك كيفية مشاهدة الفعاليات البارزة لهذا الأسبوع عبر قناة إكسبو الافتراضية هنا.
ومنذ بداية أكتوبر 2021، قدم البرنامج منصة للقادة وصُنّاع التغيير من جميع أنحاء العالم لتبادل وجهات نظر جديدة وملهمة. وللقيام بذلك، برزت محادثات وتعاونات هادفة من شأنها أن تؤثر بشكل إيجابي على الحياة لفترة طويلة بعد أن يغلق إكسبو 2020 دبي أبوابه في 31 مارس القادم.
وفي إطار الاحتفال بالمساهمة الجماعية لأصحاب المصلحة من جميع أرجاء الحدث الدولي على مدار ستة أشهر في بناء مستقبل أكثر أمانا ونظافة وصحة واستدامة عبر أهداف التنمية المستدامة، سيستضيف إكسبو 2020 دبي أيضا مسيرة لمسافة 3 كيلومترات في إطار برنامج الإنسان وكوكب الأرض يوم الثلاثاء القادم، 29 مارس.
يمكن التسجيل في هذه المسيرة بالمجان هنا. وسيحصل جميع المشاركين على زجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام ووجبة إفطار خفيفة في حديقة الاحتفالات، وسيكون لديهم فرصة لالتقاط الصور التذكارية.