10
نوفمبر
من المعروف في تاريخ الثقافة أنَّ صراعًا فكريًّا طويلًا نشِبَ في الأدب بين أصحاب الالتزام ودعاة الحرية، أريقَ في سبيله حبرٌ كثير، من غير أن تُحسَم الغلَبةُ لأحد الاتجاهَين. فقد ظلَّ الأدبُ الملتزمُ حيًّا يُرزَقُ على الصفحاتِ والمنابر، وبقي الأدبُ الحرُّ متحفِّزًا لاحتلال مساحاتٍ إضافية من الحضور الإبداعي الثقافي. لن أخوض قطعًا في تفاصيل هذا الصراع، بل أسارعُ إلى التأكيدِ على أنَّ موقفي منه منحازٌ مسبَقًا لاتجاهٍ بعينِه أعتقده منذ زمانٍ طويل. فأنا بطبعي ملتزمٌ بالحرية مبدأً حقوقيًّا إنسانيًّا، شاملًا كلَّ ما ينتابُ الحياةَ البشريةَ من أحوالٍ وتطلعات، وبخاصة في الميدان الفكريِّ الثقافي. وهذا الاعتقاد عندي لا يعني موقفًا وسطًا…